Thursday, 8 September 2011

لفظ (السلام) في القرآن الكريم

Thursday, 8 September 2011 0

ولفظ (السلام) ورد في القرآن الكريم على سبع معان رئيسة، هي: اسم من أسماء الله، الإسلام، التحية المعروفة، السلامة من الشر، الثناء الحسن، الخير، خلوص الشيء من كل شائبة. وفيما يلي تفصيل ذلك: 


السلام بمعنى (اسم من أسماء الله)، من ذلك قوله تعالى: { هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام } (الحشر:33)، فـ { السلام } في الآية اسم من أسمائه سبحانه؛ ومن هذا القبيل قوله عز وجل: { لهم دار السلام عند ربهم } (الأنعام:127)، قال السدي : الله هو السلام، والدار الجنة. وأكثر المفسرين على أن { السلام } في هذه الآية هو الله، وداره الجنة. 


السلام بمعنى (الإسلام)، من ذلك قوله سبحانه: { يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام } (المائدة:16)، قال السدي : سبيل الله الذي شرعه لعباده ودعاهم إليه، وابتعث به رسله، وهو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عملاً إلا به، لا اليهودية، ولا النصرانية، ولا المجوسية؛ ونحو ذلك قوله سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } (البقرة:208)، يعني: الإسلام، كما قاله ابن عباس رضي الله عنهما وغيره.


السلام بمعنى (التحية المعروفة)، من ذلك قوله تعالى: { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم } (الأنعام:54)، قال عكرمة : نزلت في الذين نهى الله عز وجل نبيه عن طردهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآهم بدأهم بالسلام. وقال ابن كثير : فأكرمهم برد السلام عليهم، وبشرهم برحمة الله الواسعة الشاملة لهم؛ ونحو هذا قوله سبحانه: { فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم } (النور:61).  

    
السلام بمعنى (السلامة من الشر)، من ذلك قوله سبحانه: { قيل يا نوح اهبط بسلام منا } (هود:48)، أي: بأمن منا أنت ومن معك من إهلاكنا، قال القرطبي : أي: بسلامة وأمن؛ ومن هذا القبيل قوله سبحانه: { ادخلوها بسلام آمنين } (الحجر:46)، أي: سالمين من عقاب الله.   


السلام بمعنى (الثناء الحسن)، من ذلك قوله سبحانه: { سلام على نوح في العالمين } (الصافات:79)، قال ابن كثير : مفسِّر لما أبقى عليه من الذكر الجميل والثناء الحسن، أنه يُسلَّم عليه في جميع الطوائف والأمم؛ ونحو ذلك قوله تعالى: { سلام على إبراهيم } (الصافات:109)، قال الشوكاني : السلام: الثناء الجميل. وقد يراد بـ (السلام) في هاتين الآيتين ونحوهما: السلامة من الآفات والشرور، وهو قول في تفسير الآيتين ونحوهما. 
     

السلام بمعنى (الخير)، من ذلك قوله تعالى: { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } (الفرقان:63)، قال الطبري : إذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب. وقال مجاهد : قالوا سداداً من القول؛ ونحو هذا قوله سبحانه: { فاصفح عنهم وقل سلام } (الزخرف:89)، قال ابن كثير : لا تجاوبهم بمثل ما يخاطبونك به من الكلام السيء، ولكن تألفهم واصفح عنهم فعلاً وقولاً. 
    

السلام بمعنى (خلوص الشيء من كل شائبة)، وذلك في قوله تعالى: { ورجلا سلما لرجل } (الزمر:29)، أي: رجلاً خالصاً لرجل. رُوي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما. وليس غيره في القرآن على هذا المعنى.

 
والقلم وما يسطرون. Design by Pocket