Sunday 25 August 2013

حزب التحرير ينكر مبدأ الإيمان يزيد وينقص

Sunday 25 August 2013 0
السؤال
ما هو الرد على جماعة حزب التحرير الذين يقولون إن الإيمان الذي هو التصديق الجازم لا يزيد ولا ينقص وإنما التقوى واليقين يزيدان وينقصان؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيعرف أتباع حزب التحرير الإيمان بأنه التصديق الجازم الذي يقوم عليه دليل، وقالوا إن هذا الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والذي يزيد وينقص عندهم هو ثمرات هذا الإيمان، وهذا مبني على أصل عندهم وهو أن العمل ليس داخلا عندهم في مسمى الإيمان، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص، وقد نقل بعض أهل العلم إجماع الصحابة والتابعين على هذا، فيمكنك مراجعة الفتويين:12517، 17836.  
وقد حمل أتباع هذا الحزب الآيات التي دلت على زيادة الإيمان ونقصانه على أن المقصود بها ثمرات الإيمان لا الإيمان نفسه، وهذا تحكم منهم لا دليل عليه، وأما الأحاديث فقالوا هي أحاديث آحاد لا يحتج بها في العقيدة، وقد بينا في فتاوى سابقة أن الحديث إذا ثبتت صحته فهو حجة في العقائد والأحكام. وراجع الفتوى رقم: 68449.
والله أعلم.       

Saturday 24 August 2013

ابن العلقمي .. وسقوط بغداد سنة 656 ه

Saturday 24 August 2013 0
 - تاريخ وعبرة -

أجمع المؤرخون على تلقيب ابن العلقمي الشيعي ( بالوزير المشؤوم ) ذلك لأنه خان المسلمين ، انتصارا للشيعة ، فكاتب التتار واستقدمهم لقتل المسلمين ، فلما حضروا لم يفرقوا بين سني ولا شيعي ، فقتلوهم معا ، واعتدوا على أعراضهم معا ، حتى إنهم لم يبالوا بابن العقمي نفسه ، فأهانوه إهانات لم يحتملها ، فمات غما وهما وحزنا وكمدا ..

وقد قيل إن ابن العلقمي تسبب بخيانته هذه ، في قتل حوالي مليوني إنسان من أهل بغداد ، وسقطت بها الخلافة ، واستبيحت مئات المدن الإسلامية ، وهتكت أعراض نسائها ، وقتل الآلاف من علمائها ، ووجهائها ، وأمرائها ، وأعيانها ... وكان جديرا بأن يلقب ( بالوزير المشؤوم ) لأن شؤمه عمَّ الأمة الإسلامية بأسرها .؟؟

وملخص الحكاية :

أن ابن العلقمي كان يشغل منصب الوزير الأول ، أي رئيس وزراء دار الخلافة في زمانه ، وكان له من العز والجاه ، ما لا يفوقه فيهما أحد من الرعية . ومع ذلك لم يمنعه ما وصل إليه من مجد وسلطان ، أن يغدر بولي نعمته الخليفة ، بل ويغدر بكل المسلمين ، دون أي مبرر لهذا الغدر ، سوى الحقد الأعمى ، الذي يغلي في صدر كل شيعي ، على أبناء السنة من المسلمين .. فقد عمد هذا الرجل إلى مكاتبة التتار ، وإغرائهم بالهجوم على بغداد ، وقتل الخليفة وكل رجالات أهل السنة فيها ... رجاءَ أن يقيموه في مكان الخليفة ، ويجعلوه خادما لهم في بغداد ، ويدين إليهم بعدها بالولاء مدى الحياة ، ويؤدي لهم ما يفرضونه عليه من أرزاق وإتاوات ...

وكان يَعمَدُ في مكاتباته إلى طرقٍ خبيثة جدا ، من ذلك ما ذكره الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات : " حُكِيَ أنَّ ابنَ العلقمي أخَذَ رجلاً وحَلَقَ رأسَه حلقاً بليغاً ، وكتبَ ما أراد عليه بوخز الإبر ، كما يُفْعَلُ بالوشم ، ونَفَضَ عليه الكُحْلَ ، وتَرَكَهُ عنده إلى أنْ طَلَعَ شعرُهُ ، وغطَّى ما كتب ، فجهَّزَهُ ، وقال إذا وصلتَ إلى التتار ، فمُرْهُمْ بحلْقِ رأسِكَ ، ودَعْهُمْ يقرأون ما فيه ... وكان في آخر الكلام ( قَطِّعُوا الورقة ) .. فوصلَ حامل الرسالة إلى التتار ، وحلقوا رأسه ، ثم قرأوا الرسالة الموشومة على رأسه ، ثم ضربوا رقبته عملا بوصية ابن العلقمي بتقطيع الورقة .

وكان ابن العقمي يُمَهِّدُ لهزيمة المسلمين بالكيد لهم في الخفاء . فقد أقنع الخليفة بتسريح الجند ، والاكتفاء منهم بالعدد اليسير ، وقال له : إن رواتب هؤلاء الجند تجشِّمُ الخلافةَ مبالغَ ماليةً طائلة في غير طائل . فسرَّحَ الخليفةُ (90) ألف مقاتل ، ولم يبق لديه سوى (10) آلاف . فاشتد بذلك حَنَقُ الجُندِ المسرَّحين على الخليفة ، لأنهم ساءت أحوالهم المعيشية بعد التسريح ، حتى اضطر بعضهم بضغط الحاجة إلى ذُلِّ السؤال ، والتَّكَفُّفِ على أبواب المساجد . وكان هؤلاء الجُنْدُ قبل ذلك يغزون ويغنمون ويعودون بالخير على أنفسهم وعلى المسلمين .

ولما توصَّل ابنُ العلقمي إلى إضعاف قوة الخلافة ، بتسريح الجند ، وأثار بذلك حفيظتهم على الخليفة ، سارعَ إلى مراسلة التتار ، وأخبرهم بأن الفرصة أصبحت سانحة لهم ، فالخليفة قليلُ الجند ، وشعبه ناقم عليه ، ويريد الخلاصَ منه ، وما عليكم إلا محاصرة بغداد ، ولسوف تفتح لكم أبوابها بدون عناء .

وفعلا جهَّز هولاكو جيشا قوامُهُ مئات الآلاف من المقاتلين الأشداء ، وتوجه بهم إلى دار الخلافة بغداد . فحاصرها حصارا شديدا ، وراح التتار يرشقون قصر الخلافة بالنبال ، حتى قتلوا بعض جواري الخليفة أمام عينيه في إحدى قاعات قصره .

ولما أحاط التتار ببغداد ، برزَ إليهم ابن العلقمي بأهله وأصحابه وخدمه وحشمه ، فاجتمع بـ ( هولاكو خان ) لعنه الله ، ثم عاد فأشار على الخليفة بالخروج إليه ، والمثولِ بين يديه ، لتقع المصالحةُ على أن يكون نصفُ خراج العراق لهم ونصفه للخليفة ، فخرج الخليفة في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء ورؤوس الأمراء ورجالات الدولة وأعيانها ، فلما اقتربوا من منزل السلطان "هولاكو خان" حُجِبُوا عن الخليفة إلا سبعةَ عشَرَ رجلاً ، فخَلَصَ الخليفةُ بهؤلاء المذكورين إلى هولاكو ، وأُمِرَ الباقون بالنزول عن مراكبهم ، فنُهِبَتْ المراكب ، وقُتِلَ أصحابُها عن آخرهم .. أما الخليفة فقد اقتِيْدَ بعُنفٍ للمثول بين يدي هولاكو ، فعنَّفَهُ على أمور كان قد أخبره بها ابن العلقمي أثناء مكاتباته السرية لهم . فتلعثمَ الخليفةُ ولم يَحِرْ جوابا ، ثم التمَسَ الصلحَ ، فأجيب إليه ، بعدما فُرِضَ عليه أنْ يَدفعَ للتتار كميات كبيرة من الذهب والحلي والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة ، فانصاع الخليفة للأمر وأحضر الذهب والمال والجواهر . ولكن ابن العلقمي قال لملك التتار : لئن صالحته اليوم ، فما هو إلا عام أو عامان ، ويجهز الخليفة جيوشا لا قبل لك بها ، ويسترد كل ما خسر .. وزيَّنَ إليه قتله ، والخلاصَ منه إلى الأبد . فوُضِعَ الخليفةُ داخلَ كيسٍ من الخيش ، وظلَّ التتار يركلونه بأرجلهم ، ويخنقونه بأيديهم ، حتى فارق الحياة . وابن العلقمي يشهد تعذيبه ، ويتشفى به ويشمت .

ثم استباح التتار بغداد ، ومالوا على مَنْ فيها ، فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان ، واضطُرَّ كثيرٌ من الناس إلى الدخول في الآبار ، وأقنية الوسخ . وكَمَنُوا كذلك أياما لا يَظْهَرُون . وكان الجماعةُ من الناس يجتمعون إلى الخانات ، ويُغلِقُون عليهم الأبواب ، فتفتحها عساكر التتار إما بالكسر وإما بالنار ، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي المباني ، فيقتلونهم فوق الأسطحة ، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة .

وكان الرجل يُستَدعَى به من دار الخلافة من بني العباس فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب به إلى مقبرة الخلال ، فيذبح كما تذبح الشاة ، أمام أهله وبناته ونسائه وأبنائه .

وقُتِلَ كل من كان هنالك من الخطباءِ والائمةِ ، وحملةِ القرآن ، وتعطلتِ المساجدُ والجماعاتُ والجُمُعَاتُ مدةَ شهور . وما زال السيفُ يعمل في أهل بغداد أربعين يوما متوالية ، حتى بلغ عددُ القتلى مليوني إنسان ، كانت جثثهم مُكدَّسةً كالتلال ، وأصبحتْ بغدادُ مدينةَ أشباح ...

فلما انقضت الأربعون يوماً ، نُودِيَ في بغدادَ بالأمان ، وخرجَ من تحتِ الأرض مَنْ كان بالمطامير والأقنية والمقابر ، كأنهم الموتى إذا نُبِشُوا من قبورهم ، وقد أنكر بعضُهم بعضا ، فلا يَعرِفُ الوالدُ ولدَهُ ولا الاخُ أخاه .

أما ابن العلقمي ، فقد عاقبه الله في الدنيا ، فكوفئ على خيانته بالإذلال والإهانة والاحتقار ... ذكر النويري أنَّ هولاكو استدعاه ، فوبَّخَهُ وبَصَقَ عليه ، وعيَّنَهُ تابعاً لرجل يدعى ابنَ عمران ، كان من خدم المستعصم ، أيام كان ابن العلقمي وزيراً . وزيادة في إصرار هولاكو على إذلال ابن العلقمي ، نهاه أن يركب فرسا ، وقال له : حسبُك أن تركب بِرذَوناً دون الفرس وفوق الحمار ...

لم يَعِشْ هذا الخائنُ بعد ذلك سوى شهرين ، فهلك وأراح الله منه . ثم لحق به ابنُهُ في أقلَّ من شهر ، ونسأل الله أن يكون قد عجَّل بهما إلى النار وبئس القرار ... ( فاعتَبِرُوا يا أُولِي الأبصار ) .

 
والقلم وما يسطرون. Design by Pocket