Saturday 10 November 2012

قصر الصلاة وجمعها

Saturday 10 November 2012
هل يجوز للعروس في يوم زفافها أن تقصر وتجمع في الصلاة وجزاكم الله كل خير .

الحمد لله وكفي والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفي، أما بعد:

فإن جواب سؤالك هو التالي:

أولاً : قصر الصلاة لا يجوز إلا في السفر، فإن كانت العروس يوم زفافها في سفر جاز لها القصر، لأنها مسافرة، وقصر الصلوات والجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، والجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما؛ رخصة السفر!

يقول الله تبارك وتعالى: )وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً( (النساء:101) .

وعليه فلا يجوز للعروس لمجرد أنها في يوم زفافها قصر الصلوات إلا إذا كانت مسافرة في حالها هذا!

ثانياً : ويجوز الجمع دون القصر في الحضر لمن يشق عليه أداء الصلاة في وقتها، إذا طرأت له حاجة، على أن لا يتخذ ذلك عادة.

والدليل ما جاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سَفَرٍ".

وفي رواية من طريق أَبي الزُّبَيْرِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا سَفَرٍ" قَالَ أَبُو الزُّبَيْرِ: فَسَأَلْتُ سَعِيدًا لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِهِ". أخرجه البخـاري ومسلم واللفظ لمسلم!

وذكر النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسـلم: "قد ذهب بعض الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة، , وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك, وحكاه الخطابي عن القفال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث , واختاره ابن المنذر ويؤيده ظاهر قول ابن عباس : أراد ألا يحرج أمته . فلم يعلله بمرض ولا غيره والله أعلم"اهـ

فإن كان حال هذه العروس يوم عرسها مما يشق عليها معه أداء كل صلاة في وقتها فلها أن تجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، دون قصر، على أن لا تتخذ ذلك عادة! .هذا ما لزم جواباً لهذا السؤال، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مصدر

 http://www.ahlelhadith.com

0 comments:

Post a Comment

 
والقلم وما يسطرون. Design by Pocket